أوفى رجال «العنابي» القطري بوعودهم، وأعلنوا بلوغهم رسمياً نهائي بطولة كأس آسيا على أرضهم، بفوزهم الكبير على إيران 3-2 في ملحمة كروية لن ينساها القطريون طويلاً، تألق فيها الجميع بلا استثناء حتى الرمق الأخير من مواجهة نصف نهائي البطولة أمام نحو 43 ألف متفرج على استاد الثمامة في الدوحة.
وصعدت قطر لمواجهة الأردن، يوم السبت، في لوسيل في نهائي عربي خالص للمرة الثالثة في تاريخ البطولة، بعد 1996 عندما انتصرت السعودية على الإمارات بركلات الترجيح، و2007 حيث نال العراق لقبه الأول بتغلبه على السعودية.
وجاء الشوط الأول مثيراً ومتوازناً، ونجحت إيران في التقدم مبكراً لكن صاحب الأرض فرض حضوره بقوة ورد بهدفين لينهي الشوط الأول متقدماً 2 – 1.
وتعادلت إيران مبكراً في الشوط الثاني بركلة جزاء، لكن المنتخب القطري حافظ على توازنه وبمرور الوقت، كثّفت إيران الضغط الهجومي لتهدد مرمى قطر بشكل كبير لكن دفاع أصحاب الأرض تدخل في اللحظة المناسبة في مناسبات عدة.
ورغم التفوق الإيراني هجومياً خلال الدقائق الأخيرة، نجح المعز علي في تسجيل هدف فوز قطر ليقود بلاده إلى النهائي.
وبدأت إيران المباراة بقوة لهز الشباك مبكراً وهو ما نجحت فيه عندما أخفق الدفاع في إبعاد تمريرة عرضية لتصل الكرة إلى سردار آزمون الذي سدد ركلة خلفية ليمنح إيران هدف التقدم.
وردّت قطر بعد دقيقة واحدة بفرصة خطيرة انتهت بتسديدة قوية من أكرم عفيف عند حدود منطقة الجزاء لكن الحارس علي رضا بیرانوند تصدى لها بثبات.
ودخلت قطر في أجواء المباراة بقوة رغم أن إيران كادت تعزز تقدمها في الدقيقة 12 عندما انطلق علي رضا جهانبخش إلى منطقة الجزاء ومرر عرضية جيدة كانت بحاجة للمسة لكن مهدي طارمي لم يكن في المكان والزمان المناسبين.
وأدركت قطر التعادل في الدقيقة الـ17 إثر مجهود فردي رائع من عفيف الذي مرر إلى جاسم عبد السلام ليسدد بقوة ارتطمت في سعيد عزت اللهي لتبدل اتجاهها وتسكن الشباك.
وكاد عفيف أن يضيف الهدف الثاني لقطر في الدقيقة الـ32 عندما انطلق وتوغل داخل منطقة الجزاء وسدد قوية لكن الحارس تصدى لها وارتدت ليتابعها عفيف بتسديدة أخرى أعلى العارضة.
وجنى عفيف ثمار تألقه عندما سجل الهدف الثاني في الدقيقة 43، عندما تلقى تمريرة طويلة عند حدود منطقة الجزاء وراوغ الدفاع قبل أن يسدد بقوة داخل الشباك.
وطالب لاعبو إيران بركلة جزاء بداعي لمس القطري لوكاس مينديز الكرة بيده داخل المنطقة لكن الحكم أشار باستمرار اللعب بعد اللجوء لتقنية الفيديو المساعد.
وبدأ الشوط الثاني بنشاط هجومي إيراني، وبعد أقل من دقيقتين توقف اللعب ليلجأ الحكم الكويتي أحمد العلي لتقنية الفيديو لفحص ما إذا كان أحمد فتحي تصدى بيده لكرة سددها عزت اللهي.
واحتسب الحكم ركلة جزاء بالفعل لإيران، البطلة 3 مرات آخرها عام 1976، نفذها جهانبخش بنجاح ليدرك التعادل لإيران في الدقيقة الـ51.
وكادت قطر تتقدم مجدداً بعد أقل من دقيقة واحدة عندما أطلق يوسف عبد الرزاق تسديدة خطيرة، لكن الحارس تصدى لها بصعوبة ثم أرسل زميله بيدرو كوريا ضربة رأس لكن أحد المدافعين تصدى لها عند خط المرمى.
ووقعت مناوشات بين لاعبي الفريقين بسبب الخشونة لكن الحكم سيطر على الموقف.
وأجرى ماركيز لوبيز مدرب قطر تبديلين دفعة واحدة في الدقيقة الـ64 وأشرك القائد حسن الهيدوس بدلاً من عبد الرزاق، وطارق سلمان بدلاً من كوريا.
وبعدها بـ4 دقائق، أجرى لوبيز تبديلاً اضطرارياً عندما دفع ببوعلام خوخي بدلاً من المهدي علي. وكثّف الفريقان من المحاولات الهجومية بحثاً عن التقدم، لكن الحذر الدفاعي وتألق الحارسين حالا دون اهتزاز الشباك في أكثر من مناسبة.
وأنقذ الدفاع القطري مرماه من هجمة خطيرة في الدقيقة 75، ورغم التفوق الهجومي لإيران، نجحت قطر في هزّ الشباك للمرة الثالثة عبر المعز الذي تلقى تمريرة طويلة ليسدد أرضية زاحفة من داخل منطقة الجزاء وجدت طريقها للمرمى في الدقيقة الـ82.
وتوقف اللعب في الدقيقة 90 عندما لجأ الحكم إلى تقنية الفيديو قبل أن يقرر طرد شجاع خليل زادة بسبب تدخل عنيف على عفيف.
وكثّفت إيران من ضغطها خلال الوقت المحتسب بدل الضائع بحثاً عن خطف هدف التعادل.