في الحربين العالميتين، تم استخدام الحمام على نطاق واسع كسعاة البريد، وحصل بعضهم على الميداليات. وكل ذلك لم يكن كافيا، إذ فكر الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية في حملهم على سحب السلاح والانتحار!
اقرأ أكثر
ماذا حدث لحذاء الزيدي؟ لماذا كان منتظر يتربص خلف صفوف صحافيي بوش؟
بدأت القصة في عام 1943، عندما واجه الجيش الأمريكي مشكلة في ساحات القتال البحرية. كان لديه ما يكفي من القنابل والصواريخ ولكن لم يكن لديه طريقة مجربة وموثوقة لتوجيه هذا النوع من الذخائر بدقة إلى أهدافها، خاصة أثناء استهداف السفن الحربية للعدو.
وقد وجد العالم الأمريكي المتخصص في علم نفس وسلوك الحيوان والإنسان بورهوس فريدريك سكينر حلاً لهذه المشكلة باستخدام الحمام الزاجل كما في المراسلات!
كان سكينر في ذلك الوقت يعمل أستاذًا في جامعة مينيسوتا ويقوم بإجراء تجارب على الحيوانات لفهم السلوك البشري. منذ عام 1940، بدأ بإجراء التجارب على هذه الطيور وابتكر طريقة يمكنه استخدامها لتوجيه جسم آخر.
وكانت التجربة بسيطة نسبيا، حيث تم وضع الحمامة في حزام جلدي، وعندما تضغط على صورة معينة أمامها، يفتح أمامها وعاء صغير من الحبوب كمكافأة لها. وبهذه الطريقة، يتم تعليم الحمام توجيه عربة صغيرة إلى نقطة الهدف من خلال النقر على الصور. وبعد ذلك تطورت التجارب ووصلت إلى جعل الحمام يوجه الأسلحة نحو أهداف أخرى، مثل نماذج السفن الصغيرة.
في البداية، لم يتمكن سكينر من جذب انتباه الجيش الأمريكي، ولكن في يونيو 1943، أعطى مكتب البنتاغون للبحث العلمي والتطوير شركة جنرال ميلز، التي كانت تمول سكينر في تلك المرحلة، عقدًا صغيرًا لمحاولة تطوير نظام موجه للحمام. .
تقول بيجي كيدويل، أمينة الطب والعلوم في متحف التاريخ الأمريكي: «خلال الحرب العالمية الثانية، كان هناك قلق كبير بشأن توجيه الصواريخ… وكان المسؤولون العسكريون يريدون حقًا معرفة كيفية توجيهها بدقة. قدم سكينر خطته إلى لجنة الدفاع الوطني. أطلق عليه اسم “مشروع الحمامة”. كان أعضاء اللجنة متشككين، لكنهم أعطوا سكينر 25 ألف دولار للبدء.
وخلص العالم الأمريكي إلى أن الطيور تنجز مثل هذه المهمة بشكل أفضل إذا عملت ضمن مجموعة مكونة من ثلاثة حمامات. يتم وضع الحمامات الثلاثة في مخروط مقدمة الصاروخ، والذي يسمى “البجعة”، وستنظر كل حمامة إلى شاشة صغيرة أمامها تعرض الأرض أمام الصاروخ المطلق. وعندما تنقر الحمامة على صورة الهدف وهو سفينة، تقوم كرات صغيرة متصلة برؤوسها بتوجيه الصاروخ. وبطبيعة الحال، لن يتمكن الحمام الثلاثة من مغادرة الصاروخ وسينتهي به الأمر إلى الهدف.
وأجريت التجارب التالية على الحمام لتوجيه الصواريخ إلى الهدف. لقد كانت ناجحة جدًا، وكان الحمام ماهرًا في تحديد الهدف والتحرك في اتجاهه دون أن يتأثر بالضوضاء أو تقلبات درجات الحرارة أو تغيرات ارتفاعات الصاروخ.
وبقي هذا المشروع حبرا على ورق ولم يخرج إلى حيز الوجود، وأغلق عام 1944. ولاحقا، في عام 1948، أحيت البحرية الأمريكية فكرة استخدام الحمام لتوجيه الصواريخ المضادة للسفن، وتمت إعادة تسمية مشروع “الحمام”. إلى “أوركون”.
ولحسن حظ الحمام، تم إغلاق ملف المشروع مرة أخرى عام 1953، حيث تضاءلت أهمية المشروع بفضل التقدم التكنولوجي في مجال أنظمة التوجيه، وتم التخلي عن فكرة التحكم في الأسلحة بواسطة كائن حي.
“”القفزة نحو الخلود”” يقوم العلماء الصينيون بتطوير تكنولوجيا قادرة على عكس الشيخوخة
قال فريق من العلماء الصينيين إنه اكتشف طريقة لعكس اتجاه الشيخوخة في “قفزة عملاقة نحو الخلود البشري”.
في هذا الإنجاز العلمي الجديد، تمكن العلماء من فك شفرة العلاج بالهيدروجين، أي أنهم قدموا نهجًا متطورًا يستخدم الغرسات القائمة على تكنولوجيا النانو لتوصيل الهيدروجين، والذي يمكن أن يساعد في حل المشكلات المتعلقة بالشيخوخة والأمراض مثل مرض الزهايمر.
وتؤكد الدراسة، وهي جهد تعاوني من جامعة شنغهاي جياو تونغ، على قدرة الهيدروجين على تأخير الساعة الخلوية.
غالبًا ما ترتبط الشيخوخة وبعض الأمراض بعملية تسمى الشيخوخة الخلوية، حيث تتوقف الخلايا عن الانقسام وتفرز مواد التهابية.
وكتب العلماء في ورقة بحثية: “إن البيئة الدقيقة للشيخوخة، والتي تسبب الالتهاب المستمر وفقدان القدرات التجددية الجوهرية، تمثل عقبة رئيسية أمام إصلاح الأنسجة بشكل فعال لدى الأفراد المسنين”.
وهذا يخلق بيئة فيزيائية تعيق إصلاح الأنسجة، وتسرع الشيخوخة، وقد تؤدي إلى مشاكل العظام لدى كبار السن، مما يجعل من الصعب شفاء الكسور.
ومع ذلك، فإن الأدوية الحالية التي طورها العلماء لوقف شيخوخة الخلايا لها حدود، وتسبب آثارًا جانبية ولها فعالية محدودة.
ومن المثير للاهتمام أن جزيئات الهيدروجين أظهرت وعدًا كعامل مضاد للالتهابات آمن وواسع النطاق، نظرًا لقدرتها على تحييد الجذور الضارة.
تقوم الغرسة الصغيرة ولكن القوية بتوصيل الهيدروجين بطريقة أفضل من المعتاد، مثل شرب الماء الغني بالهيدروجين أو استنشاق غاز الهيدروجين.
باستخدام تكنولوجيا النانو، طور العلماء سقالة قابلة للزرع تهدف إلى توصيل الهيدروجين مباشرة إلى الشخص بفعالية أكبر بـ 40 ألف مرة من الطرق الشائعة الأخرى.
تم تصميم السقالة الصغيرة بشكل معقد لإطلاق الهيدروجين بشكل ثابت على مدار أسبوع. أجرى الفريق تجارب ما قبل السريرية على الفئران المسنة. وأظهرت الغرسة، التي تعمل كمحفز، براعة في إصلاح العظام ولكنها أظهرت أيضًا نتائج في تجديد الخلايا.
أدى النهج الجديد إلى تغيير البنية التحتية للخلية، مما أدى إلى تقليل الالتهاب وجعل الخلايا تعمل بشكل أفضل.
يقدم هذا الاكتشاف الأمل في مكافحة المشاكل التي تصاحب الشيخوخة ويمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في إيجاد علاجات جديدة، كما أنه يفتح إمكانيات لعلاجات تحويلية يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في معالجة القضايا المرتبطة بالعمر.
ونشرت الدراسة في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز.