لقي العشرات حتفهم الإثنين في مرتفعات بابوا غينيا الجديدة، البلاد المضطربة الواقعة شمال أستراليا، مع اندلاع أحدث سلسلة من أعمال العنف القبلية المرتبطة بخلافات مستمرة منذ فترة طويلة، حسبما أعلنت الشرطة مشيرة إلى أن الهجوم قد يكون كمينا مسلحا وبأن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع.
نشرت في:
3 دقائق
قالت الشرطة في بابوا غينيا الجديدة الإثنين إن 64 شخصا على الأقل قضوا في مرتفعات البلاد المضطربة، إثر اندلاع أحدث سلسلة من أعمال العنف القبلية التي ترتبط بخلافات مستمرّة من فترة طويلة.
ومع وقوع ما يرجح أنه كمين مسلح وقع في الصباح الباكر، أعلن مساعد مفوض الشرطة سامسون كوا بأن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، مضيفا: “نعتقد أنه لا تزال هناك بعض الجثث في الأحراج”.وفي وقت سابق، قال مفوض الشرطة ديفيد مانينغ في حصيلة أولية إن ضباطا وجنودا انتشلوا جثث 53 رجلا يُعتقد أنهم قُتلوا قرب بلدة واباغ، على بعد 600 كيلومتر شمال غرب العاصمة بور مورسبي.
ولم تتضح فورا الظروف الدقيقة التي قُتل فيها هؤلاء، إلا أن الشرطة قالت إن هناك تقارير عن حصول إطلاق نار كثيف. ويُعتقد أن الواقعة مرتبطة بصراع بين رجال قبيلتَي سيكين وكايكين. وتتقاتل العشائر في مرتفعات بابوا غينيا الجديدة منذ قرون، فيما جعل تدفق الأسلحة الآلية الاشتباكات أكثر دموية وصعَّد دورة العنف.
وتلقت الشرطة مقاطع فيديو وصورا يُزعم أنها من مكان الواقعة، ظهرت فيها جثث مضرجة بالدماء ومصابة بجروح بالغة ومُلقاة على جانب طريق، وأخرى مكدسة في الجزء الخلفي من شاحنة. وقال كوا إن مطلقي النار استخدموا ترسانة حقيقية من الأسلحة، بما في ذلك بنادق من طراز SLR، وAK-47، وM4، وAR15، وM16، إضافة إلى بنادق وأسلحة نارية محلية الصنع. ويبدو أن القتال مستمر في منطقة ريفية قرب مكان وقوع أعمال العنف.
وحاولت حكومة الجزيرة الواقعة شمال أستراليا استخدام القمع واللجوء إلى الوساطة والعفو وإلى مجموعة من الاستراتيجيات الأخرى للسيطرة على العنف، دون تحقيق نجاح يذكر. ونشر الجيش نحو مئة جندي في المنطقة، لكن تأثير ذلك كان محدودا، وما زال حضور الأجهزة الأمنية غير كاف من حيث العدد والأسلحة.
وغالبا ما تحدث أعمال العنف في مجتمعات معزولة حيث تشن عشائر هجمات أو تنصب كمائن انتقاما لهجمات سابقة. وكثيرا ما تكون الانتهاكات المرتكبة عنيفة جدا، إذ يتم خلالها تقطيع الضحايا بمناجل أو حرقهم أو تشويههم أو تعذيبهم.
ويزعم عناصر الشرطة الذين يتقاضون أجورا زهيدة أنهم لا يملكون الوسائل اللازمة لإنجاز مهمتهم.
وقال باتريك بيكا القائم بأعمال قائد الشرطة في المنطقة إنه يعتقد أن الكثير من القتلى مرتزقة وهم رجال يجوبون الريف ويعرضون مساعدة القبائل في تصفية الحسابات مع منافسيهم. وأضاف بيكا: “لا يمكن للشرطة والحكومة فعل الكثير عندما يقوم القادة والنخب المتعلمة بتوريد الأسلحة والذخائر ويقومون بالاستعانة بخدمات مسلحين”.
ودعا معارضو حكومة رئيس الوزراء جيمس مارابي الإثنين إلى نشر مزيد من الشرطيين وإلى استقالة مفوض الشرطة.
وزاد عدد سكان بابوا غينيا الجديدة بأكثر من الضعف منذ 1980، ما صعَّد الضغط على الأراضي والموارد وأدى إلى تفاقم الخصومات القبلية.
ووصف أنتوني ألبانيزي رئيس وزراء أستراليا المجاورة الإثنين الواقعة بأنها “مقلقة جدا”. وقال لهيئة الإذاعة العامة: “نحن نقدم دعما كبيرا، خصوصا لتدريب عناصر الشرطة والأمن في بابوا غينيا الجديدة”. مضيفا: “نحن لا نزال على استعداد لتقديم أي دعم ممكن”.
فرانس24/ أ ف ب