أنقرة تواصل التصعيد بمناطق «قسد» وتعلن مقتل قيادي كردي آخر
أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 8 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) واثنين من عناصر حزب «العمال الكردستاني» في إطار العمليات المستمرة في شمال سوريا والعراق، ردا على مقتل 12 من الجنود الأتراك في شمال العراق الأسبوع الماضي.
في الوقت ذاته، كشفت المخابرات التركية عن مقتل قيادي في الوحدات الكردية، بعملية نفذتها بمدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة في شمال شرق سوريا، وذلك بعد 24 ساعة من إعلانها مقتل قيادي آخر. كما عاد ملف اللاجئين السوريين ليظهر على الساحة التركية مجددا مع اقتراب الانتخابات المحلية في 31 مارس (آذار) المقبل.
استهدافات مستمرة
وذكر بيان لوزارة الدفاع التركية، الجمعة، أنه تم القضاء على اثنين من عناصر «تنظيم حزب العمال الكردستاني» في منطقة قنديل شمال العراق، و8 عناصر من ذراع «التنظيم الإرهابي» (وحدات حماية الشعب الكردية) في منطقة «درع الفرات» (بمحافظة حلب) شمال سوريا تم تحييدهم من قبل القوات المسلحة التركية. وشدد على أنه لا يوجد مكان آمن للإرهابيين.
واستهدفت القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، بالأسلحة الثقيلة، قرى ربيعات وتل الورد وأسدية والنويحات ومزرعة بوبي بريف أبو راسين شمال غرب الحسكة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة مجلس تل تمر العسكري التابعة لـ«قسد».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات مجلس تل تمر ردت على مصادر النيران واستهدفت القواعد التركية ضمن منطقة «نبع السلام»، حيث طال القصف قاعدة أم عشبة وباب الفرج والمباركية وقواعد عسكرية للفصائل الموالية لتركيا.
وصعدت تركيا هجماتها ضد مواقع «قسد» في شمال وشرق سوريا فضلا عن مواقع «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، ونفذت ضربات جوية مكثفة، فضلا عن استهدافات للعناصر القيادية، منذ مقتل 12 من جنودها في هجومين لـ«العمال الكردستاني» في شمال العراق الأسبوع الماضي.
وكشفت المخابرات التركية، الجمعة، عن مقتل عمر عبد الله الدحام، الذي كان يحمل الاسم الحركي «أبو دحام»، وهو أحد المسؤولين في «وحدات حماية الشعب الكردية» بمنطقة الطبقة، بمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا، والذي قالت إنه متورط بالتخطيط لهجمات شمال سوريا.
وقالت مصادر أمنية إن الدحام كان متورطا في التخطيط لشن هجمات ضد تركيا، وكان مسؤولا عن فريق التنظيم الذي نفذ أعمالا إرهابية ضد قواعد القوات التركية منذ عام 2017.
وكشفت المخابرات التركية، الخميس، عن مقتل القيادي في وحدات حماية الشعب الكردية أيمن جولي، في عملية نفذتها في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا.
وأفادت المعلومات، بأن جولي ينحدر من مدينة عامودا بمحافظة الحسكة، وقاد أعمالا إرهابية ضد القوات التركية على الحدود مع سوريا في السابق، كما شارك في اشتباكات ضد القوات المشاركة في عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد «قسد» في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
قضية اللاجئين
أعاد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الجدل حول قضية اللاجئين، وخاصة السوريين، في تركيا إلى الواجهة من جديد مع اقتراب الانتخابات المحلية، المقررة في نهاية مارس، حيث رشحه «حزب الشعب الجمهوري» المعارض لخوضها مجددا على رئاسة بلدية إسطنبول.
وعد أكرم إمام أوغلو، في مقابلة تلفزيونية أن اللاجئين هم «أكبر مشكلة تواجه تركيا، حيث هناك نحو 7 ملايين لاجئ، تستضيف إسطنبول، وحدها، نحو مليونين ونصف المليون منهم».
وتعهد بمحاسبة من يقفون وراء سياسة اللجوء من الحكومة التركية، مشيرا إلى أن سياسة اللاجئين التي انتهجت في السنوات الـ10 الأخيرة، ستكون مشكلة كبيرة لتركيا بعد 30-40 عاما.
وشكل اللاجئون السوريون مادة رئيسية وأداة لمهاجمة «حزب العدالة والتنمية» ورئيسه رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) الماضي، ما تسبب في تغذية تيار عنصري كاره لوجود الأجانب بالبلاد.
وسبق أن اتهم إمام أوغلو السوريين بالتسبب في الكثير من المشكلات والأزمات في إسطنبول، في مقدمتها أزمة نقص المياه.
في السياق، تمكن مدير تحرير قناة «أورينت» السورية، علاء فرحات، والمذيع بالقناة، أحمد ريحاوي، من الفرار خارج تركيا، بعدما صدر حكم غير نهائي بحقهما بالحبس 6 سنوات بتهمة «إهانة الجمهورية التركية».
ونشر فرحات عبر حسابه في «فيسبوك» صورة تجمعه مع ريحاوي في اليونان، وكتب: «قشق… تم الهروب من تركيا»، في إشارة منه إلى خروجهما من البلاد عبر طرق التهريب.
وجاء الحكم، الذي صدر الأسبوع الماضي، على خلفية حلقة من برنامج «تفاصيل» الذي كان يقدمه ريحاوي على القناة التي أغلقت مؤخرا، شهدت مشادة كلامية مع ضيف الحلقة الصحافي التركي، أوكطاي يلماظ، حول «انتهاكات قوات الدرك التركية بحق السوريين على الحدود مع تركيا»، في مارس الماضي، حيث طرده ريحاوي على الهواء، واعتقلت السلطات التركية الصحافيين بعدها ثم أطلقت سراحهما، مع منعهما من السفر في إطار القضية، إلا أنهما تمكنا من الفرار.
اكتشاف المزيد من صحيفة دي إي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.