استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، جراء القصف الإسرائيلي العنيف على عدة مناطق في قطاع غزة. على صعيد متصل، أجبرت قوات الاحتلال آلاف النازحين في مجمع ناصر الطبي على النزوح إلى المناطق الشرقية من مدينة خانيونس.
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، قصفاً عنيفاً على مناطق مختلفة من قطاع غزة، أسفر عن سقوط شهداء وجرحى لليوم 131 على التوالي للعدوان، وسط تصاعد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 28576 شهيدا و68291 جريحا منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأشارت إلى أن الاحتلال ارتكب 11 مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها 103 شهيدًا و145 جريحًا خلال 24 ساعة.
وذكرت الوزارة أنه “لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الأنقاض وعلى الطرقات، والاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم”.
وفي هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر طبية، إن فلسطينياً استشهد وأصيب آخرون بينهم أطفال ونساء، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف شرق دير البلح والنصيرات وسط البلاد. قطاع غزة.
كما تعرضت منطقة القرارة شمال شرق خان يونس (جنوب) لنيران مروحيات الاحتلال، تزامنا مع قصف مدفعي عنيف شرق مخيم المغازي، ما أدى إلى وقوع إصابات.
نقل عدد من الإصابات إلى مستشفى غزة الأوروبي، جراء استهداف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية مجموعة من المدنيين شرق عبسان الكبيرة في خانيونس.
شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة على الأحياء الجنوبية لمدينة غزة. وذكرت مصادر طبية أن 3 فلسطينيين، بينهم الكاتب أيمن الرفاتي، استشهدوا بتفجير استهدف منزله في شارع الجلاء بالمدينة.
وفي وقت سابق، مساء الثلاثاء، أفادت وزارة الصحة، باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 10 آخرين داخل مجمع الناصر الطبي برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي.
كما استشهد سبعة فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، مساء الثلاثاء، جراء قصف إسرائيلي لمواقع في مدينة غزة.
إخلاء مستشفى ناصر
وذكر شهود عيان أن جيش الاحتلال أجبر آلاف النازحين على مغادرة مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، وسط إطلاق نار في ساحة المستشفى ومحيط المناطق التي يتواجد فيها النازحون.
وذكر شهود عيان أن الجيش طلب من النازحين المغادرة والتوجه إلى المناطق الشرقية من مدينة خانيونس.
وأوضحوا أن آلاف النازحين خرجوا بالفعل من المستشفى في طابور واحد باتجاه المناطق الشرقية من المدينة، إلى مناطق واسعة تتغلغل فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ومن بين الشهود، حدد الجيش ممراً للنازحين للسير إلى المناطق الشرقية، فيما أطلق النار على كل من يتحرك خارج الممر، سواء داخل المستشفى أو خارجه.
وأضافوا أن آليات جيش الاحتلال تواصل محاصرة مستشفى ناصر وتجريف جدرانه تمهيدا لاحتمال اقتحامه لاحقا.
وطلب جيش الاحتلال، الثلاثاء، من إدارة المستشفى إخلاء النازحين والاحتفاظ بالمرضى والطواقم الطبية، بحسب تصريح سابق للناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة.
كما قالت حركة حماس، الثلاثاء، إن طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز قرب مستشفى ناصر ترك النازحين داخله ينذر بنيته “ارتكاب جريمة بحقهم”.
قصف “الصليب الأحمر”
وفي مدينة غزة، كشف الانسحاب الإسرائيلي، خاصة من المناطق الغربية للمدينة، عن قيام قواته بتدمير أجزاء كبيرة من سور مقر الصليب الأحمر الواقع في حي الرمال (غرب).
كما تسبب الاستهداف بأضرار جسيمة في الغرفة الأمنية والفناء الأمامي للمقر الذي رفع على سطحه علم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، نهاية الأسبوع الماضي، من أحياء الرمال والنصر وتل الهوى والصبرة ومخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بعد نحو 10 أيام من عودتها للاجتياح. بهم على الأرض.
وعلى إثر ذلك انتشل الفلسطينيون والطواقم الطبية العشرات من جثث الشهداء ملقاة في الشوارع والمنازل السكنية في الأحياء التي توغلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كما كشف الانسحاب الجزئي عن دمار واسع النطاق في المنازل والبنية التحتية، وحرق المنازل التي سويت بالأرض.
تدمير المدارس
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن 162 مبنى مدرسيا في قطاع غزة تعرضت للقصف “المباشر”، وهو ما يمثل نحو 30% من إجمالي 563 مبنى مدرسيا في القطاع، وقال وأشار إلى أن 26 مدرسة دمرت بالكامل.
وقال دوجاريك إن “المدارس التي يدرس فيها نحو 175 ألف طالب ويعمل فيها أكثر من 6500 معلم، تعرضت للقصف المباشر”.
وأضاف أن “ما لا يقل عن 55% من المدارس في غزة ستحتاج إما إلى إعادة إعمار كاملة أو إعادة تأهيل كبيرة”.
وتواجه تل أبيب المحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين، الأمر الذي لم يثنها عن مواصلة استهداف المدنيين في مختلف أنحاء قطاع غزة.
جيش الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومستوطنون يقتحمون باحات الأقصى
تجدد التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، ونفذت قوات الاحتلال عمليات توغل في عدة مدن وبلدات، بينها مواجهات مع الفلسطينيين، في وقت شهد المسجد الأقصى عشرات المستوطنين يقتحمون ساحاته بحماية الاحتلال. الشرطة، التي بدورها منعت المصلين من دخوله.
جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مداهماته لمدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، واعتقل عددا من الفلسطينيين، فيما أصيب شاب بجراح بعد اعتداء إسرائيلي في الخليل.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال نفذ مداهمات في مدن رام الله والبيرة (وسط)، وقلقيلية وطوباس وطولكرم ونابلس (شمال)، وبلدات في محافظة الخليل (جنوب).
وأفاد شهود عيان أن الجيش اقتحم مدينة طوباس وشن مداهمات لعدد من المنازل. وتشهد عدة مواقع اشتباكات ومواجهات مسلحة، فيما تُسمع بين الحين والآخر أصوات انفجارات.
وفي مدينة قلقيلية اندلعت مواجهات مع الفلسطينيين استخدم فيها الاحتلال الرصاص الحي خلال عملية استمرت عدة ساعات، بحسب شهود عيان.
وأشاروا إلى أن الجيش اعتقل 3 فلسطينيين على الأقل خلال العملية.
وفي مدينة رام الله، اقتحم جيش الاحتلال عددا من المنازل في محيط مجمع فلسطين الطبي، وحاصره لفترة بعد محاولته مداهمة متجر مجاور.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال عملية عسكرية في نابلس وبلدة سالم شرق المدينة، فلسطينيين اثنين، بحسب مصادر محلية، كما اقتحمت ضاحية شويكة بمدينة طولكرم.
وفي الخليل، أصيب شاب جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه في بلدة الظاهرية، كما اعتقل 4 آخرين في بلدة دورا جنوب المدينة.
وأقامت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل مدينة الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.
أصيب، مساء الثلاثاء، عدد من المواطنين بحالات اختناق بعد اقتحام قوات جيش الاحتلال بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن القوات اقتحمت البلدة، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام.
كما اقتحمت القوات بلدة عرابة جنوب جنين، ونشرت فرقة راجلة في شوارعها. وأطلقت تلك القوات القنابل المضيئة، ونصبت الكمائن، ودهمت عدداً من الأحياء السكنية، دون الإبلاغ عن اعتقالات.
وفي بلدة الخضر جنوب بيت لحم، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، تمركزت في منطقة أم السمان غربي البلدة. وأطلقت قوات الجيش قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
استفزازات في الأقصى
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وقاموا بأداء طقوس تلمودية.
كما منعت شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، المواطنين من الدخول، مما أدى إلى انخفاض أعداد المصلين للشهر الخامس على التوالي.
وتشهد الضفة الغربية المحتلة موجة من التوتر والمواجهات الميدانية بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، تشمل مداهمات واعتقالات لفلسطينيين، تزامنا مع حرب مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
كما تسببت الحرب على قطاع غزة في كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل للبنية التحتية، مما أدى إلى تقديم إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.