المستشار الألماني: الوضع الأمني أولوية قصوى لـ«يورو 2024»
دافع المستشار الألماني أولاف شولتس عن الضوابط المزمعة على الحدود خلال بطولة أوروبا لكرة القدم(يورو 2024)، ذلك بعد أن أعلنت وزيرة الداخلية في البلاد نانسي فيزر عن الإجراءات في وقت سابق من يوم الثلاثاء.
ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية, قال شولتس الثلاثاء خلال زيارته لسلوفينيا “هذه مجموعة من الأدوات التي تم تجربتها في أوروبا ونستخدمها هنا وتخدم الأمن. أعتقد أن الجميع يتفهم ذلك، وسنفعل كل ما هو ضروري للحفاظ على سلامة المواطنين”.
وشدد شولتس على “أنه حتى قبل الهجوم الإرهابي على قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو الأسبوع الماضي، جاء تقييم الوضع الأمني عند مستوى (أولوية قصوى) وتم اتخاذ العديد من الاحتياطات الأمنية”.
وأكد “أن مراقبة الحدود ليست شيئا غير عادي”.
وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية عن “إجراء عمليات تفتيش مؤقتة على جميع الحدود الألمانية خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024)، التي تستضيفها البلاد هذا الصيف”.
وصرحت فيزر لصحيفة “رينيتش بوست” الإقليمية الألمانية اليوم الثلاثاء “سننفذ ضوابط حدودية مؤقتة على جميع الحدود الألمانية خلال البطولة من أجل منع مرتكبي أعمال العنف المحتملين من دخول البلاد”.
ويبدو هذا الإجراء ضروريا من أجل توفير أفضل حماية ممكنة لهذا الحدث الكروي الدولي الكبير.
وينصب التركيز على حماية البلاد ضد هجمات المتطرفين والمشاغبين وغيرهم من مرتكبي أعمال العنف، فضلاً عن تأمين الشبكات الألكترونية ضد الهجمات السيبرانية، حيث شددت فيزر “نحن نركز بشكل خاص على هذه التهديدات الحالية”.
وتنطلق بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا يوم 14 حزيران/يونيو المقبل، فيما تقام المباراة النهائية في 14 تموز/يوليو القادم.
وفي عام 2006، علقت ألمانيا مؤقتا اتفاقا أوروبيا يقضي بإلغاء الضوابط الداخلية على الحدود قبل وأثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي استضافتها آنذاك.
وكانت فيزر ألمحت بالفعل في الأيام الأخيرة إلى “أنها تفكر في فرض ضوابط على الحدود خلال البطولة القارية”.
وفي منتصف شباط/ فبراير الماضي، مددت وزيرة الداخلية الألمانية إجراءات المراقبة على الحدود البرية مع بولندا وجمهورية التشيك وسويسرا حتى منتصف حزيران/يونيو القادم في محاولة لوقف المهربين والهجرة غير الشرعية.
وتمتلك جميع البلدان الأربعة عضوية منطقة شنجن لحرية الحركة، مما يعني أنه لا توجد عادة ضوابط حدودية منتظمة ولا توجد سوى عمليات تفتيش عشوائية تتم بشكل محدود للغاية.
ورغم ذلك، استخدمت ألمانيا مرارا سلطات مؤقتة لتشديد الرقابة على الحدود في السنوات الأخيرة للسيطرة على تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء، وأعيد فرض عمليات تفتيش حدودية مماثلة على طول حدود ألمانيا مع النمسا عام 2015 وما زالت سارية حتى الآن.
من جانبه، أعلن هربرت رويل وزير داخلية ولاية شمال الراين-فستفاليا، عن “تشديد الإجراءات الأمنية خلال البطولة”.
وصرح رويل لمحطة (دويتشلاندفونك) الإذاعية الألمانية الثلاثاء “بأنه سيتم إنشاء مركز شرطة دولي في نيوس بالقرب من مدينة دوسلدورف الألمانية، ليكون مركزا لجميع المعلومات وتقارير الحالة”.
وكشف الوزير “أن ولاية شمال الراين-فستفاليا على اتصال وثيق للغاية مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)”.
وأضاف “نحتاج لصورة واضحة للوضع، ولمعلومات كافية. هذا هو الشيء الأكثر أهمية. يتم التقليل من هذا الأمر دائما”.
وتستضيف الولاية الواقعة غرب ألمانيا وحدها، العديد من مباريات البطولة في مدن دورتموند وغيلزنكيرشن ودوسلدورف وكولونيا.
أما أرمين شوستر وزير داخلية ساكسونيا، فيعتقد “أن الشرطة مستعدة بشكل جيد لكأس الأمم الأوروبية، حتى في ضوء التهديدات الإرهابية المحتملة”.
وقال شوستر لمحطة “أيه آر دي” التليفزيونية الألمانية “لا أريد أن أثير القلق. أفضل أن أقول إننا كنا مستعدين لمثل هذه السيناريوهات منذ بعض الوقت، بما في ذلك ما يتعلق بالمعدات”.
وشدد وزير داخلية ساكسونيا على “أن الاستعدادات جارية منذ أشهر”.
وأكد شوستر “لم نكن بحاجة لهجوم موسكو لنشعر بالمزيد من القلق أو أي شيء من هذا القبيل”.
في إشارة للهجوم الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة الماضي في العاصمة الروسية وأودى بحياة 139 شخصا.