الدنمارك إلى نهائيات «يورو 2024»… وإيطاليا على بعد نقطة واحدة
لحق المنتخبان الألباني والدنماركي بركب المتأهلين إلى نهائيات كأس أوروبا 2024 لكرة القدم، بتعادل الأول مع مضيفته مولدوفا 1 – 1، وفوز الثاني على ضيفه السلوفيني 2 – 1، فيما باتت إيطاليا حاملة اللقب بحاجة إلى نقطة لحجز بطاقتها، عقب فوزها على مقدونيا الشمالية 3 – 2 في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات. وارتفع عدد المنتخبات المتأهلة من التصفيات إلى 12؛ وهي إسبانيا وأسكوتلندا (المجموعة الأولى)، وفرنسا (الثانية)، وإنجلترا (الثالثة)، وتركيا (الرابعة)، وألبانيا (الخامسة)، وبلجيكا والنمسا (السادسة)، والمجر (السابعة)، والدنمارك (الثامنة)، والبرتغال وسلوفاكيا (العاشرة)، إضافة إلى ألمانيا المضيفة والمتأهلة تلقائياً.
في المباراة الأولى، بلغت ألبانيا كأس أوروبا للمرة الثانية في تاريخها بتعادلها مع مضيفتها مولدوفا 1 – 1 في كيشيناو بالجولة السابعة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة. وكانت ألبانيا البادئة بالتسجيل عبر مهاجم قونيا سبور التركي سوكول تشيكاليشي في الدقيقة 25 من ركلة جزاء، وأدركت مولدوفا التعادل عبر فلاديسلاف بابوغلو في الدقيقة 87. وحققت ألبانيا الأهم لأنها كانت بحاجة إلى التعادل فقط لبلوغ النهائيات، كما أن الخسارة كانت ستمنحها البطاقة، لكن شرط فوز بولندا الثالثة على تشيكيا مطاردتها المباشرة، اللتين انتهت مباراتهما بالتعادل 1 – 1.
وعززت ألبانيا صدارتها برصيد 14 نقطة بفارق نقطتين أمام تشيكيا و3 نقاط أمام بولندا التي خرجت خالية الوفاض. وكانت بولندا البادئة بالتسجيل عبر لاعب وسط لودوغوريتس البلغاري ياكوب بيوتروفسكي في الدقيقة 38، لكن تشيكيا أدركت التعادل بواسطة لاعب وسط وستهام يونايتد الإنجليزي توماس سوتشيك في الدقيقة 49. واتسع الفارق بين ألبانيا ومولدوفا إلى 4 نقاط، وبالتالي يستحيل عليها اللحاق بها قبل جولة من نهاية التصفيات.
في المقابل، أنعشت مولدوفا آمالها في المنافسة على البطاقة الثانية بعدما ارتقت إلى المركز الثالث برصيد 10 نقاط، بفارق المواجهتين المباشرتين أمام بولندا، وبفارق نقطتين خلف تشيكيا منافستها في الجولة الأخيرة.
وتحتاج تشيكيا إلى التعادل فقط، فيما ستكون مولدوفا مطالبة بالفوز. وكانت ألبانيا فجرت مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغها نهائيات العرس القاري عام 2016، في فرنسا، لكنها خرجت من الدور الأول.
وفي الثانية، ضمن هدف في الشوط الثاني سجله لاعب وسط منتخب الدنمارك توماس ديلاني، تأهل فريقه بعد فوزه 2 – 1 على ضيفته سلوفينيا، وهو ما يضمن احتلاله صدارة المجموعة الثامنة. وتتصدر الدنمارك المجموعة برصيد 22 نقطة من 9 مباريات بفارق 3 نقاط عن سلوفينيا التي لن تتمكن من تجاوزها حتى لو فازت على كازاخستان صاحبة المركز الثالث، التي تملك 18 نقطة في مباراتها الأخيرة، الاثنين، بسبب سجل المواجهات المباشرة مع الدنماركيين. وهيمنت الدنمارك على مجريات اللعب، وكادت تفتتح التسجيل في الدقيقة 12 عندما سدد يوناس ويند ضربة رأس، لكن حارس سلوفينيا يان أوبلاك تصدى لها.
ومنح الظهير يواكيم مايله التقدم لأصحاب الأرض بتسديدة رائعة في الدقيقة 26، لكن ركلة حرة رائعة من إيريك جانزا بعد 4 دقائق أخرى أعادت التعادل للفريق الزائر. وأهدر يوسف بولسن مهاجم الدنمارك عدة فرص جيدة في بداية الشوط الثاني، لكن ذلك مهد الطريق أمام ديلاني، الذي غاب عن كأس العالم العام الماضي في قطر، بسبب إصابة في الركبة، ليصبح البطل. وسجل ديلاني هدف الفوز بعد 9 دقائق من بداية الشوط الثاني من مسافة قريبة بعد فشل السلوفينيين في إبعاد ركلة ركنية.
وكان هدف سلوفينيا هو المحاولة الوحيدة على المرمى في المباراة، وواصل المنتخب الدنماركي بطل أوروبا 1992، السيطرة على الكرة وحافظ على تماسكه ليفوز بالمباراة ويحجز مكانه في نهائيات بطولة أوروبا للمرة العاشرة. واحتفل المنتخب الدنماركي، الذي خرج من كأس العالم العام الماضي من دور المجموعات، بارتداء قمصان حمراء كتب عليها عبارة «نراكم في بطولة أوروبا 2024 بألمانيا». وقال مايله في تصريحات تلفزيونية: «إنه إنجاز كبير جداً. لقد حلمنا بهذا منذ بداية التصفيات وأعتقد أننا لعبنا مباراة جيدة للغاية». وقال لاعب الوسط بيير – إميل هويبرج: «حصلنا على التعويض المناسب، وسنذهب إلى بطولة أوروبا في الصيف المقبل لتحقيق أشياء مميزة». وكانت الدنمارك بلغت الدور نصف النهائي في النسخة الأخيرة قبل أن تخسر بصعوبة أمام إنجلترا على ملعب ويمبلي في لندن. وفي مباراة ثانية ضمن هذه المجموعة، سحقت فنلندا آيرلندا الشمالية برباعية نظيفة.
إيطاليا على مشارف النهائيات
وفي الثالثة، باتت إيطاليا على بعد نقطة واحدة من بلوغ النهائيات بفوزها على مقدونيا الشمالية 5 – 2 في روما، بالجولة السابعة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة. وسجل ماتيو دارميان في الدقيقة 17 وفيديريكو كييزا في الدقيقتين 412 و48، وجاكومو راسبادوري في الدقيقة 81، وستيفان الشعراوي في الدقيقة 93، أهداف إيطاليا التي أهدر لها لاعب الوسط جورجينيو ركلة جزاء في الدقيقة 40. وسجل ياني اتاناسوف في الدقيقتين 52 و74 هدفي مقدونيا الشمالية. ورفعت إيطاليا رصيدها إلى 13 نقطة، واستعادت المركز الثاني بفارق المواجهة المباشرة من أوكرانيا التي تلتقيها في مباراة حاسمة الثلاثاء المقبل، على ملعب باي أرينا في مدينة ليفركوزن الألمانية.
وتحتاج إيطاليا إلى التعادل فقط لتبلغ النهائيات، وبالتالي الدفاع عن لقبها بألمانيا في الفترة من 14 يونيو (حزيران) إلى 14 يوليو (تموز) 2024، وذلك لفوزها بأرضها على أوكرانيا 2 – 1 في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي. وكانت إيطاليا توجت باللقب في النسخة الأخيرة بفوزها على إنجلترا بركلات الترجيح عام 2021.
وعززت إنجلترا التي كانت ضامنة البطاقة الأولى للمجموعة صدارتها برصيد 19 نقطة بعد فوزها على مالطا 2 – 0. وشكلت مقدونيا الشمالية عقدة لإيطاليا في السنوات الأخيرة، فقد حرمتها هذه الدولة المغمورة على خريطة كرة القدم الأوروبية من بلوغ نهائيات مونديال روسيا عام 2018، قبل أن تجبرها على التعادل 1 – 1 بمباراة الذهاب في سبتمبر الماضي.
وضمنت إنجلترا التصنيف الأول في البطولة بفوزها الصعب 2 – صفر على ضيفتها مالطا لتتصدر المجموعة الثالثة، وهو انتصار لن يتذكره المشجعون طويلاً. ولم يكن يفصل فريق المدرب غاريث ساوثغيت صاحب الأداء الباهت عن منتخب مالطا صاحب المركز 171 في التصنيف العالمي حتى الدقيقة 75 إلا الهدف المبكر الذي سجله إنريكو بيبي بالخطأ في مرماه، إذ واجهت إنجلترا بعض اللحظات المقلقة. وضاعف القائد هاري كين الفارق لإنجلترا بتسجيله الهدف 62 لبلاده بعد عمل جيد من بوكايو ساكا، قبل أن يتم إلغاء هدف لديكلان رايس بداعي التسلل.
وشهدت المباراة قليلاً من اللمحات الجميلة، حيث أهدر لاعبو إنجلترا الفرصة لإثبات قدراتهم للمدرب ساوثغيت. وتأهلت إنجلترا بالفعل لنهائيات العام المقبل في ألمانيا، وضمن الفوز على مالطا تصدر المجموعة الثالثة بغض النظر عما سيحدث ضد مقدونيا الشمالية يوم الاثنين. وقال ساوثغيت: «لقد كانت مباراة لم نبدأ فيها بشكل جيد، وإذا لم تبدأ بشكل جيد فمن الصعب السيطرة على المباراة. سبق أن قدم اللاعبون أداء جيداً في مباريات كثيرة ولذلك لن أهاجمهم. لم نقدم المستوى الذي يليق بنا، لكننا حققنا الفوز في النهاية».
ويمكن أن يقول ساوثغيت، الذي كانت مباراته الأولى مع المنتخب في 2016 أمام مالطا أيضاً، إن العمل الشاق تم بالفعل بعد تحقيق انتصارات رائعة على أرضه وخارجها على إيطاليا بطلة أوروبا. وسيشير أيضاً إلى غياب لاعبين بارزين مثل جود بلينغهام بسبب الإصابة. لكن لا يمكن الهروب من حقيقة أن لاعبيه كان يجب أن يجدوا أنه من الأسهل بكثير التغلب على منتخب مالطا الشجاع الذي لا يملك أي نقاط وسجل هدفين فقط بالمجموعة. وفي ظل وجود بعض لاعبيه الأساسيين على مقاعد البدلاء، كان أداء إنجلترا فاتراً في الشوط الأول الذي شهدت فيه مالطا عدداً أكبر من المحاولات التهديفية، وبدت أكثر نشاطاً ويمكن أن تعد نفسها غير محظوظة بالتأخر.
إيطاليا تحتاج إلى التعادل فقط لتبلغ النهائيات وبالتالي الدفاع عن لقبها في ألمانيا