يسلّط الفيلم الوثائقي Ikea, the Tree Hunter (“إيكيا، صائد الغابات”)، والذي أقيم عرضه التمهيدي هذا الأسبوع ضمن مهرجان “فيبادوك” في مدينة بياريتز بفرنسا، الضوء على دور شركة “إيكيا” لصناعة الأثاث السويدية العملاقة، في قطع أعداد كبيرة من أشجار الغابات في العالم بمعدل واحدة كل ثانيتين، وكذا قضايا أخرى حساسة تخص حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والبيئة.
نشرت في:
4 دقائق
وجّه فيلم وثائقي عن شركة “إيكيا” لصناعة الأثاث أقيم عرضه التمهيدي هذا الأسبوع في إطار فعاليات مهرجان “فيبادوك” في مدينة بياريتز بفرنسا، انتقادات للمجموعة السويدية العملاقة “إيكيا”، التي تقوم بغية إنتاج مفروشاتها، بقطع أعداد كبيرة من أشجار الغابات في العالم، بمعدّل واحدة كل ثانيتين.
ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم الذي تم تصويره في البلدان الموردة للمجموعة في 28 فبراير/شباط على محطة “أرتيه”، وهو من إخراج كل من ماريان كرفريدن وكزافييه دولو، واشترك في إنتاجه موقع “ديسكلوز” (Disclose) للإعلام الاستقصائي وشركة “بروميير لينيي” (Premieres Lignes).
“تهريب أشجار إلى الصين وعمل قسري في سجون بيلاروسيا”
وقابل المخرجان في رومانيا وبولندا والسويد والبرازيل ونيوزيلندا ناشطين غاضبين من استغلال أخشاب الغابات، وممثلين عن هذه الصناعة الأساسية للشركة العالمية التي بلغت مبيعاتها نحو 48 مليار دولار في 2023.
وأُدرج الفيلم الذي يُقام عرض ثان له الجمعة في مهرجان بياريتز، ضمن فئة “التأثير” التي تتناول حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والبيئة.
وقال مخرج الفيلم والصحافي الاستقصائي كزافييه دولو: “قدمنا مساهمتنا، لكننا، نحن الصحافيين، لسنا الوحيدين، إذ سبقنا إلى ذلك المواطنون والمنظمات غير الحكومية التي عملت” على تحديد المناطق المستغلة وتوثيق عمليات قطع أشجار الغابات.
وانطلق تحقيق “ديسكلوز” في أعقاب تحقيق سابق عُرض العام الفائت عن تهريب أشجار البلوط من فرنسا إلى الصين، كشف أن مقاولين من الباطن لصالح “إيكيا” يلجأون إلى “استخدام العمل القسري في السجون والمستعمرات العقابية في بيلاروسيا”، بحسب ما ذكره الموقع الاستقصائي.
“قطع شجرة كل ثانيتين لتلبية احتياجات إيكيا أمر هائل”
وقالت ماريان كرفريدن التي شاركت في إخراج الفيلم: “وجدنا أن التعمق في التحقيق ضروري. وسرعان ما تبيّن لنا أن الزاوية البيئية هي الأنسب، إذ أن قطع شجرة كل ثانيتين فقط لتلبية احتياجات +إيكيا+، أمر هائل”.
كما أوضح كزافييه دولو أن الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان Ikea, the Tree Hunter (“إيكيا، صائد الغابات”) أن الوثائقي يتناول الانتقال “من عصر لم يكن فيه أحد يهتم بالبصمة البيئية لمشترياته، إلى عصر لم يعد بالإمكان فيه الشراء من دون التساؤل عن المصدر الذي جاء منه المُنتج، وفي أي ظروف تم إنتاجه وما هو تأثيره على البيئة”.
ولاحظ المخرج أن “الجميع نسيَ ما هي الغابة”، وأضاف: “رؤية الأشجار في كل مكان على طول الطريق تُطمئِن، ولكن في الواقع لا يحصل تعمّق كاف لمعرفة درجة قطع أعداد كبيرة من أشجار الغابات”.
اختفاء الغابات العذراء من أوروبا!
وأسفت ماريان كرفريدن: “لكون أوروبا باتت تخلو تقريبا من أي غابة عذراء”. وأشارت إلى أنها “اختفت كلها باستثناء تلك الموجودة في بيالوفييجا في بولندا”.
وقال كزافييه ديلو إن المستثمرين “يستغلون الجدل الدائر حول ظاهرة الاحترار المناخي، فيعتبرون أن عدم قطع الأشجار يترك مساحة أكبر للوقود الأحفوري”، بمعنى أن ما ينتجونه من الخشب “يحل محل البلاستيك”.
كما يتناول الفيلم مصير السكان الأصليين مثل الساميين، وهم رعاة رنة تتناقص مصادر الغذاء لحيواناتهم في لابلاند، أو الماوريين في نيوزيلندا، الذين طردوا من مزارعهم بسبب مشاريع لزراعة الأشجار تهدف، وفقا للمخرجين، إلى تأمين الحياد الكربوني للشركة السويدية العملاقة.
فرانس24/ أ ف ب