بدأت الأربعاء في إيران حملة لانتخاب «مجلس خبراء القيادة» في الأول من مارس (آذار)، الهيئة المكلفة دستورياً تسمية خلفية للمرشد الإيراني علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في الهيئة الحاكمة بإيران.

وقالت وكالة «إرنا»: «بدأت اليوم الحملة الانتخابية لـ(مجلس خبراء القيادة) السادس، وستستمر 15 يوماً».

وستُجرى هذه الانتخابات بالاقتراع العام، في اليوم نفسه الذي تُجرى فيه الانتخابات التشريعية، التي تبدأ حملتها رسمياً قبل 8 أيام من إجرائها.

وهذه أول انتخابات وطنية منذ حركة الاحتجاج الواسعة التي هزّت إيران بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022، وأميني شابة كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاماً تُوفيت بعد أن أوقفتها «شرطة الأخلاق»، بدعوى سوء الحجاب.

أُنشئ «مجلس خبراء القيادة»، في أغسطس (آب) 1983، بعد نحو 5 سنوات من ثورة 1979، ويُنتخب أعضاؤه الـ88 بالاقتراع المباشر لمدّة 8 سنوات.

ويعقد المجلس اجتماعات على مدى يومين كل 6 أشهر، وتنتهي اجتماعاته بلقاء مع المرشد الإيراني. ويُصدِر عادة توصيات أو تأييداً لمواقف الحكومة بشأن سياسة البلاد الخارجية والداخلية بعد كل اجتماع.

ويمنح الدستور الإيراني «مجلس خبراء القيادة» تسمية المرشد الإيراني الجديد، في حال لم يتمكن المرشد الحالي من ممارسة مهامه، لأي سبب، كما يملك المجلس صلاحية مساءلة المرشد، وهي الوظيفة التي يعدّها كثيرون في البلاد معطلةً خلال 3 عقود من تولي المرشد علي خامنئي (84 عاماً) الذي تولي المنصب بعد وفاة المرشد المؤسس (الخميني) في 1989.

ويمكن لأي إيراني يبلغ من العمر 15 عاماً المشاركة في الانتخابات التي تقدّم إليها 144 مرشّحاً حصلوا على موافقة «مجلس صيانة الدستور»، من بين نحو 500 متنافس. وسيكون الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أحد المرشحين.

ومن الشخصيات التي تمّ استبعادها، الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني، الذي كان يسعى للبقاء عضواً في «مجلس الخبراء»، حيث انتُخب منذ عام 1999.

وندّد روحاني، الذي تولى رئاسة الجمهورية من عام 2013 إلى عام 2021، بـ«النهج المناهض للدستور من الأقلية الشمولية الحاكمة».

ووجَّه روحاني الأربعاء رسالة احتجاج ثانية إلى «مجلس صيانة الدستور»، الهيئة التي تنظر في طلبات الترشح. جاءت الرسالة الجديدة بعد انتظار طال أسبوعين، لم يحصل خلالهما روحاني على تفسير من «مجلس صيانة الدستور»، بشأن استبعاده من الانتخابات.

ومنذ مغادرته منصبه، وجّه روحاني انتقادات للحكومة التي يهيمن عليها المحافظون و«الحرس الثوري»، خصوصاً بعد حركة الاحتجاج في عام 2022. كما انتقد روحاني تقويض مساعي الحكومة في إنجاز المحادثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، ورفع العقوبات الأميركية، في إشارة ضمنية إلى خامنئي.

ويرأس «مجلس خبراء القيادة» حالياً المحافظ المتشدّد أحمد جنّتي (96 عاماً). ولطالما كان هذا المجلس خاضعاً لسيطرة رجال الدين المحافظين.