لا تزال الكثير من الأسئلة تتناسل حول الوجهة التي سيختارها مهاجم ريال مدريد إبراهيم دياز لتمثيل ألوانها في المنافسات الدولية. ويخوض المغرب وإسبانيا سباقا محموما للظفر بخدماته في وقت تسربت فيه أنباء لوسائل إعلام، تفيد أن مهاجم النادي الملكي يقترب أكثر فأكثر للانضمام إلى أسود أطلس.
نشرت في:
5 دقائق
يخوض كل من الاتحاد المغربي لكرة القدم “الجامعة” ونظيره الإسباني معركة من نوع خاص، للاستفادة من خدمات أحد نجوم ريال مدريد المهاجم إبراهيم دياز، 24 عاما، لا سيما أن منتخبيهما مقبلان على تحديات في الأفق القريب، عنوانها الأكبر تسجيل نتائج إيجابية في المنافسات القارية والعالمية.
وزادت حدة هذا “السباق” المغربي الإسباني مع قيام مهاجم الريال بما يلزم من إجراءات إدارية للحصول على الجنسية والجواز المغربيين، وفق ما تناقلته وسائل إعلام محلية، التي ترى بأن هذه الخطوة تقرب أكثر فأكثر دياز من الانضمام إلى أسود الأطلس، ولربما قد يكون حاضرا في مقابلتين وديتين يجريهما المنتخب المغربي خلال الشهر الجاري.
وبرز دياز، وهو من أب مغربي، منذ أن كان عمره لا يتجاوز 16 عاما مع فريق مسقط رأسه مالقة قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي، الذي خاض معه أول مقابلة له ضمن الأندية الكبرى وهو في السابعة عشرة. ثم انتقل إلى ريال مدريد في 2019 الذي أعاره للفريق الإيطالي ميلان أسي حتى 2023 حيث برز بشكل كبير، ليعود بعدها إلى النادي الملكي مواصلا إبهار الجماهير بأدائه المتميز مقابلة بعد أخرى.
اتصالات مغربية
ومسار هذا اللاعب الذكي في مراوغاته وتمريراته، والذي قد يتحول لهداف أيضا في أي لحظة خلال المقابلة، حيث سجل ثمانية منها خلال 30 مقابلة مع الريال، يؤجج نار المنافسة بين المغرب وإسبانيا للاستفادة من أدائه ضمن تشكيلتيهما. ويقوم مسؤولو كرة القدم المغاربة منذ مدة باتصالات على أعلى مستوى لمحاولة كسبه قبل فوات الأوان.
وعلى رأس هؤلاء المسؤولين رئيس اتحاد كرة القدم فوزي لقجع، الذي قالت صحيفة “المنتخب” المغربية إنه “قام بمجهودات شخصية جبارة مع عائلة إبراهيم دياز لإقناع اللاعب باللعب للفريق الوطني، ولربما تسير الأمور في كفة المنتخب الوطني في انتظار أن تحمل الأيام المقبلة الخبر اليقين حتى وأن هناك تكتما كبيرا في الموضوع…”.
ومن جانبه، اختار مدرب أسود الأطلس وليد الركراكي أن يضع اسم مهاجم ريال مدريد على قائمة اللاعبين المدعوين للمشاركة في معسكر للمنتخب المغربي ابتداء من 14 مارس/ آذار استعدادا لخوض مباراتين وديتين ضد كل من أنغولا وموريتانيا.
وبهذا الشأن، ذكرت “المنتخب”، استنادا لما وصفته بـ”مصادر خاصة” أن إبراهيم دياز يوجد على لائحة المنتخب الوطني “وستتم في غضون فترة قصيرة مراسلة ريال مدريد بالموضوع”، مضيفة، استنادا لنفس المصدر، “بعد استكمال الإجراءات القانونية إداريا ومسطريا من طرف اللاعب جوازا وجنسية، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ‘الاتحاد‘، تواصلت مع إبراهيم وأبلغته بالخطوة، واللاعب باركها وبالتالي الجامعة ستراسل ريال مدريد بالموضوع، وهو ما يحدث لأول مرة”.
هل حسم دياز اختياره؟
لكن الأمر لم يحسم بعد بشكل نهائي مادام لم يأت حتى الآن أي شيء بشكل علني ورسمي من اللاعب المعني، خاصة وأن المنتخب الإسباني يبدي بدوره اهتمامه باللاعب، إذ قال مدرب “لاروخا” لويس دي لا فوينتي: “إبراهيم له كل الاختيار أن ينضم للمنتخب الإسباني… إنه لاعب جيد ومهم وأنا أعرفه جيدا…”.
ونقل موقع “كووورة” العربي عن صحيفة “آس” الإسبانية قولها إن “دياز انتظر دائما إسبانيا، والآن المدرب لويس دي لا فوينتي يعتمد عليه في القائمة المقبلة، لفترة التوقف في آذار/مارس (ستلعب إسبانيا أمام كولومبيا والبرازيل)”.
ومن جهته، ذكر موقع “هسبورت” المغربي، نقلا عن صحيفة “ماركا” الإسبانية، أن اسم دياز يوجد ضمن القائمة الأولية لـ”لاروخا” استعدادا لمعسكر شهر مارس/آذار الجاري.
وأكد هذا الموقع، مستندا إلى “مصدر مطلع” من الاتحاد المغربي لكرة القدم، “أن دياز لم يُعط أي جواب، سواء للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو لاتحاد الكرة الإسباني إلى حدود صباح الأحد”. وطلب مهاجم الريال من “جامعة الكرة المغربية منحه وقتا إضافيا قبل حسم موقفه”.
لماذا تأخر دياز في حسم اختياره؟
بحسب حسن العطافي، وهو أحد خبراء الإعلام الرياضي في المغرب، “تأخر إبراهيم دياز في اتخاذ القرار يعود إلى انتظاره الدعوة الصريحة من قبل الناخب الإسباني، فهو يترك الباب مفتوحا أمام المنتخب المغربي، كي لا يضيع الفرصة بشكل نهائي”.
لكن العطافي يلفت في تصريح لفرانس24 بالوقت نفسه، أن “هناك إشارات على أن دياز قدم ردا إيجابيا لمدرب المنتخب المغربي وعلى هذا الأساس وضعه في اللائحة الأولية حسب تسريبات للإعلام”، قبل أن يضيف “استجاب دياز أم لم يستجب فإن الرأي العام الكروي المغربي بدأ يتسرب إليه الملل جراء طول حلقات هذا المسلسل، ويرغب في مشاهدة الحلقة النهائية الحاسمة”.
أما الصحافي الرياضي المغربي محمد الحاجي، بموقع “صوت المغرب”، يعتبر أنه “من خلال المعطيات المتسربة من اجتماعات سابقة لإبراهيم دياز ووكيل أعماله مع مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فقد حسم اختياره باللعب للمنتخب المغربي ونال الجنسية المغربية، والسبب الوحيد الذي جعله لم يعلن عن ذلك رسميا هو أن إجراءات تغيير الجنسية الرياضية لا زالت جارية، ومن المنتظر أن يكون كل شيء جاهز خلال هذا الأسبوع”.
فهل سيميل فعلا قلب مهاجم الريال لأسود الأطلس؟ الجواب النهائي ستحدده الأيام القليلة المقبلة.