منتخبا اليابان وكوريا الجنوبية خضعا لامتحان صعب في «الأمم»
شهدت الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات ببطولة كأس آسيا لكرة القدم عدداً من المفاجآت عندما خضعت المنتخبات التي كانت مرشحة بقوة قبل البطولة لاختبار حقيقي، بينما أثبتت المنتخبات العربية أنها قلصت الفجوة التي تفصلها عن المنتخبات الأبرز في القارة.
وخسر المنتخب الياباني، المتوج باللقب أربع مرات وصاحب أفضل تصنيف بين منتخبات البطولة، أمام نظيره العراقي 2 – 1، وكاد منتخب كوريا الجنوبية أن يخسر أمام نظيره الأردني للمرة الأولى، لكن هدفاً عكسياً في الثواني الأخيرة أنقذ المنتخب الكوري من الهزيمة.
وكان لدى المنتخب العراقي استراتيجية واضحة لخلخلة تماسك نظيره الياباني الذي عانى من القوة البدنية لمنافسه وسط أجواء حماسية، حيث شهدت المباراة حضوراً كبيراً من مشجعي العراق حتى بدت المباراة وكأنها مقامة على أرض منتخب «أسود الرافدين».
وكان من الممكن أن يسجل المنتخب العراقي عدداً أكبر من الأهداف لولا إصابة مهاجمه أيمن حسين الذي سجل هدفي الفريق في شباك منافسه الياباني خلال الشوط الأول، لكنه لم يتمكن من الاستمرار في اللعب خلال الشوط الثاني.
ومع ذلك، قدم المنتخب العراقي أداء فعالاً حتى من دون كرة، حيث حرم المنتخب الياباني من فرض سيطرته وإيقاع لعبه عبر عدة تدخلات وأخطاء خططية.
وقال هاجيمي مورياسو مدرب اليابان: «حللنا الأمور قبل المباراة وكنا نعرف كيف سيلعب منتخب العراق في البداية، لقد لعب بقوة شديدة. للأسف لم يكن بإمكاننا التعامل مع ذلك، أعرف أننا بحاجة إلى تقديم المزيد».
وأصبح خيسوس كاساس مدرب العراق بطلاً قومياً بعد أن قاد المنتخب لأول فوز له على اليابان خلال 42 عاماً، وقال المدرب الإسباني إنه فخور باللاعبين الذين اختارهم للبطولة.
وقال كاساس: «منذ أن توليت المهمة، اخترت اللاعبين الذين بإمكانهم أن يكونوا مقاتلين ويحظون بمستويات جيدة أيضاً. الاختلاف عند المنافسة على هذا المستوى يكمن في أنك تكون بحاجة إلى التوازن بين الروح القتالية والجودة».
كذلك، أصيب منتخب كوريا الجنوبية بالإحباط خلال التعادل 2 – 2 مع المنتخب الأردني الذي استعرض انضباطاً خططياً.
ولم يسجل المنتخب الكوري الذي يدربه يورغن كلينسمان أي هدف خلال اللعب، وإنما سجل هدفاً من ركلة جزاء وشهد الوقت المحتسب بدل الضائع للمباراة هدفاً عكسياً أنقذه من الهزيمة.
ولم يكن المنتخب الأردني متماسكاً في خطي الوسط والدفاع فقط، وإنما نجح مهاجموه في تصعيب الأمور أمام لاعبي كوريا، حيث كانوا يدفعونهم باستمرار للتعجل في القرارات مع إجبارهم على تغيير اتجاه اللعب.
وقال كلينسمان: «ما فعلوه بشكل جيد حقاً هو أنهم تفوقوا علينا في المواجهات الفردية. هناك مقولة قديمة في كرة القدم تفيد بأنه يجب أن تفوز بالمواجهات الفردية. منتخب الأردن قاتل بوصفه وحدة واحدة وكفريق على كل كرة. وهنا وقع التصادم بين الأساليب المختلفة. في كل مباراة نخوضها، أمام الأردن وأمام البحرين، نتعلم. نحن بحاجة لإيجاد حلول».
وأضاف: «سعيد للغاية برؤية رد الفعل بعد أن تأخرنا 2 – 1. فزنا بآخر سبع مباريات وافتقدنا للشعور بالتأخر بهدف. كان على الفريق استيعاب حقيقة أن منتخب الأردن تقدم 2 – 1 وكان علينا تقديم رد فعل».
ولم تكن القوة البدنية أمراً غريباً على الكوري الجنوبي سون هيونغ – مين، الذي يلعب لفريق توتنهام هوتسبر المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه قال إن هذا يشكل مثالاً آخر لإمكانية نيل الفرق من المنتخب الكوري، الذي واجه لاعبوه تدخلات قوية أيضاً خلال المباراة أمام البحرين.
وقال هيونغ – مين: «في كأس آسيا، لا توجد مباراة سهلة. لو لم تكن مستعداً ذهنياً وبدنياً، يمكنهم أن ينالوا منك. أنا كلاعب، ونحن كفريق، تعلمنا شيئاً من هذه المباراة. ولحسن الحظ، أن هذا حدث في دور المجموعات».
وقال الحسين عموتة، مدرب الأردن، إن «المنتخبات العربية التي تلعب على أرض عربية» في قطر يجب أن تصارع منافسيها.
وأضاف أنه يجب على «كل منتخب وطني أن يثق في قدراته، ويخوض مبارياته بجاهزية عالية»، وتابع: «خضنا المباراة بنهج إيجابي».
اكتشاف المزيد من صحيفة دي إي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.