“أرقام خيالية”التكلفة الحقيقية لتغير المناخ


حذرت دراسة جديدة من أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تكلف العالم ما يقرب من 24 تريليون دولار على مدى السنوات الـ 36 المقبلة.

ويعتقد الباحثون أن الاضطرابات الاقتصادية سوف تنتشر عبر صناعات متعددة بحلول عام 2060، مثل السياحة والنقل وإنتاج الغذاء والرعاية الصحية.

وسوف تكلف موجات الحر، التي تعيق نمو المحاصيل، الخدمات الصناعية مليارات الدولارات، وسوف تتطلب الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحر تشييد بنية تحتية جديدة باهظة الثمن.

تأخذ هذه الدراسة الجديدة، التي يقودها البروفيسور دابو جوان من كلية بارتليت للبناء المستدام في جامعة كوليدج لندن، في الاعتبار التأثيرات غير المباشرة في سلسلة التوريد العالمية.

تشمل التأثيرات المناخية لانبعاثات غازات الدفيئة الجفاف، وحرائق الغابات، وارتفاع مستويات سطح البحر، وموجات الحر الأكثر شدة، والظواهر الجوية المتطرفة، مثل العواصف الاستوائية.

قام فريق البحث بفحص الخسائر الاقتصادية المتوقعة عبر ثلاثة سيناريوهات متوقعة للاحتباس الحراري، تسمى “المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة” (SSPs) بناءً على مستويات الانبعاثات العالمية المنخفضة والمتوسطة والعالية المتوقعة.

وفي “أفضل السيناريوهات”، يتحول العالم نحو “مسار أكثر استدامة”، مع خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية) فقط فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول عام 2060.

وفي سيناريو “منتصف الطريق”، حيث أصبحت الأرض الآن وفقا للخبراء، لا تتحول الاتجاهات المناخية عن الأنماط التاريخية، وترتفع درجات الحرارة العالمية بنحو 5.4 درجة فهرنهايت (3 درجات مئوية).

ويظهر السيناريو الأسوأ المخيف كيف يعيش البشر في عالم يتسم “بالنمو السريع وغير المقيد في الناتج الاقتصادي واستخدام الطاقة”، مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 12.6 درجة فهرنهايت (7 درجات مئوية).

ويرى الفريق أن الخسائر الاقتصادية المتوقعة ستكون أكبر بنحو 5 مرات، بالنظر إلى مسار الانبعاثات الأعلى مقارنة بالمسار الأدنى. واعتمادًا على كمية الغازات الدفيئة المنبعثة، يقدر الفريق صافي الخسائر الاقتصادية بما يتراوح بين 3.75 تريليون دولار و24.7 تريليون دولار بحلول عام 2060.

وتتوقع الدراسة أن الحرارة الشديدة في المستقبل ستكلف أوروبا والولايات المتحدة نحو 2.2% و3.5% من ناتجهما المحلي الإجمالي، على التوالي، في ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة.

كما سيشهد عام 2060 زيادة بنسبة 24% في أيام موجات الحر الشديدة، بالإضافة إلى 590 ألف حالة وفاة إضافية بسبب موجات الحر سنويا. ولكن في ظل المسار الأعلى، سيكون عدد موجات الحر أكثر من الضعف، ومن المتوقع أن تؤدي إلى وفاة 1.12 مليون شخص إضافي سنويا.

قد تتحمل البلدان الواقعة بالقرب من خط الاستواء وطأة تغير المناخ أكثر من غيرها، وخاصة البلدان النامية.

والواقع أن البلدان النامية تعاني من خسائر اقتصادية غير متناسبة مقارنة بالانبعاثات الكربونية التي تطلقها.

ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، سوف تضطر الحكومات إلى النظر في كيفية تخفيف المخاطر المالية المرتبطة بالمناخ.

ونشرت الدراسة في مجلة الطبيعة.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *