قلّما تُكتب النهايات السعيدة لقصص الحب التي يعيشها المشاهير. لكن مهما اختلف المشهد الأخير، فإنّ بعض تلك الحكايات دخل تاريخ العشق واستقرّ هناك إلى الأبد.
«وردة بليغ»
«لا الزمان ولا المكان» استطاع أن يقلب الصفحة على كتاب حب وردة وبليغ حمدي. منذ اللحظة التي شاهدت فيها الشابة الجزائرية فيلم «الوسادة الخالية» عام 1957، استشعرت بأنّ صاحب لحن أغنية «تخونوه» لن يكون عابراً في حياتها.
انقضت 5 سنوات قبل أن يحصل اللقاء الأول في مصر، فخفق القلبان وجمعتهما الأغاني، لكن لم يجمعهما بيتٌ واحد بعد أن رفض والد وردة طلب بليغ يد ابنته.
فرّقتهما السنوات وزواج وردة في الجزائر، فامتدّ صوت أم كلثوم بينهما جسرَ شوق من خلال «بعيد عنك»، «فات الميعاد» وغيرها من الأعمال التي لحّنها حمدي.
نداء الفن والحب دفع بوردة إلى الانفصال عن زوجها الأول والعودة إلى مصر على إيقاع ألحان بليغ مثل «العيون السود»، و«خلّيك هنا». وتوّج النجاحَ الفني زواجٌ استمرّ 6 سنوات (1973 – 1979)، عطّره بليغ بباقات الورد التي كانت تصل إلى وردة كل يومٍ من أيام الزواج.
لم يعوّض عطر الورد غياب بليغ وطباعه «البوهيميّة» التي لم تستطع وردة التعايش معها، فحصل الطلاق. غير أنّ «وردة بليغ» لم تتوقّف يوماً عن غناء ألحانه، وهي رافقت نفسه الأخير صادحةً «بودّعك الله معك».
أرشيف مطرّز بالحب… والحزن
سيّدة القلعة الرحبانيّة وملكة قلب عاصي… نهاد حدّاد التي صارت فيروز، والتي بصوتها اكتملت عبقريّة الموسيقار اللبنانيّ.
تعارفا في الإذاعة اللبنانية عام 1949 وهي كانت بعدُ «فتاة كورال». التمسَ في حسّها الكثير من الفن والحبّ، فقرر أن يجعل منها نجمة موسيقاه وبيته. كانت فيروز في الـ22 وعاصي الرحباني في الـ33 يوم تزوّجا عام 1955.
أثمر هذا الارتباط 4 أولاد وعشرات الأغاني والمسرحيات الخالدة، غير أنّ اليوميات بين عاصي وفيروز لم تكن بالقدر ذاته من السحر والحلم الذي طبع أغانيهما. في الواقع ووفق ما ردّدت الفنانة اللبنانية، فإنّ «عاصي كان ديكتاتورا ومتقلّبا وقاسيا وصعب الإرضاء في العمل»، وقد انعكس ذلك سلباً على العلاقة الزوجيّة التي انتهت بالانفصال.
رغم ذلك، فإنّ أسطورة فيروز وعاصي مقيمة في الذاكرة الجماعيّة العربيّة، وفي الأرشيف المطرّز بالحب الذي تركاه لأجيالٍ وأجيال.
حتى المشهد الأخير
من قلب معاناته مع مرض ألزهايمر، لم ينسَ عمر الشريف حبّه الأوحد وظلّ يردّد اسم «فاتن» حتى النفس الأخير.
منذ القبلة الأولى بينهما في فيلم «صراع في الوادي» عام 1954، أيقن الممثل المبتدئ ميشال شلهوب أنّ جميلة الشاشة العربية فاتن حمامة ستلعب دور البطولة في حياته. من أجلها أشهرَ إسلامه وغيّر اسمَه، فتزوّجا سنة 1955 ورُزقا بولد.
جمعتهما أفلام كثيرة مثل «أيامنا الحلوة»، و«لا أنام»، و«سيدة القصر»، و«نهر الحب». لكن مع دخول الشريف العالمية وكثرة رحلاته وغيابه الطويل عن المنزل، تفاقمت الخلافات بينهما ما أدّى إلى القضاء على زواجهما عام 1966، ليتمّ الطلاق بعد 8 سنوات.
عام 1975، تزوّجت حمامة أما هو فلم يرتبط بعد ذلك، وكان يقول: «ما عرفتش أعيش مع واحدة تانية من بعديها».
تُوّجت قصة الحب التاريخية تلك بصُدفةٍ مؤثّرة، إذ توفّي الشريف وحمامة في السنة ذاتها (2015) بفارق أشهر قليلة.
ليلى لم يكن قلبها دليلها
صحيح أن القصة التي جمعت بين ليلى مراد وأنور وجدي دخلت التاريخ هي الأخرى، إلّا أنها اهتزّت على وقع الخلافات الكثيرة التي نشبت بين الفنانَين المصريَين.
تزوّجا خلال أربعينات القرن الماضي، وأمضيا 7 سنوات معاً شهدت على منافسة مهنيّة حادّة بينهما لم تخلُ من الغيرة الفنية والعنف. وما زاد الأمر سوءاً أنّ مراد اكتشفت خيانة وجدي لها مع فنانة فرنسية، فقررت إنهاء العلاقة. لم ينجب الثنائي أولاداً، إلاّ أنهما أطلّا معاً في أفلام عدة أبرزها «ليلى بنت الريف»، و«قلبي دليلي».
حاول الانتحار من أجل سامية
من بين كل زيجاته، كان زواج رشدي أباظة بسامية جمال الأطول مدّةً، إذ إنهما أمضيا معاً 17 عاماً. هي التي تعرّفت عليه خلال تصوير فيلم «الرجل الثاني»، كانت الزوجة الثانية في حياته وقد تطلّق من أجلها. غير أنّ هزّاتٍ كثيرة ضربت تلك العلاقة، في طليعتها زواج أباظة الخاطف من الفنانة اللبنانية صباح.
يُحكى أن الممثل حاول الانتحار مراراً عندما فقد الأمل بعودة الراقصة إليه، وبعد مدٍّ وجزرٍ بينهما انتهت العلاقة بالطلاق عام 1979.
فايزة ومحمد… وفاءٌ أبديّ
رغم فارق السنّ بينهما، ارتبط الملحّن محمد سلطان عام 1963 بالمطربة فايزة أحمد التي كانت تكبره بـ3 أعوام.
حصل اللقاء الأول في منزل الفنان فريد الأطرش، وبقيا إلى جانب بعضهما البعض حتى وفاة أحمد عام 1983، رغم انفصالَين سريعَين عادت بعدهما صاحبة «خلّيكو شاهدين» لتلفظ آخر أنفاسها على صدر زوجها.
أنجبت منه ولدَين وغنّت من ألحانه عشرات الأغاني، فشكّلا ثنائياً عاطفياً وفنياً من بين الأبرز عربياً. ومن اللافت أن سلطان بقي وفياً لذكرى فايزة، فلم يتزوّج بعدها.
«إن كنت ناسي أفكّرك»
كان الممثل فريد شوقي، وكلّما سمع أغنية «إن كنت ناسي أفكّرك» بصوت هدى سلطان، يسرح في ذكريات 18 سنة من الحب بينهما.
جمعهما العمل في فيلم «حكم القوي» عام 1951، وعاد العمل ليفرّق بينهما بسبب الغيرة المهنيّة التي انتقلت إلى البيت الزوجيّ، مع العلم بأنّهما مثّلا معاً في أكثر من 20 فيلماً. بعد الطلاق، حافظ شوقي وسلطان على صداقتهما من أجل ابنتيهما ناهد ومها.
إلسي وجورج… 40 سنة فن وزواج
من بين أكثر الثنائيات الفنية الناجحة على الشاشة وفي البيت، الممثلان اللبنانيان جورج شلهوب وإلسي فرنيني. نشأت قصة حبهما في كواليس مسلسل «مذكّرات ممرضة» عام 1974، وفور الانتهاء من التصوير عزما على الزواج مدنياً في قبرص، وهي اعتُبرت خطوة جريئة في تلك الآونة. رُزق شلهوب وفرنيني بولدَين، وجمعتهما مسلسلات عدّة فعُرفا كثنائيٍّ مؤسس في الدراما اللبنانية والعربية.
«آسفة أرفض الطلاق»
خفقت القلوب طويلاً لقصة الحب التي جمعت بين الممثلَين حسين فهمي وميرفت أمين، والتي تُوّجت بالزواج عام 1974. كان هذا الزواج الأول لفهمي، أما أمين فكانت قد تزوّجت مرّتين قبله، ومنه أنجبت ابنة.
لكنّ القصة التي بدأت في فيلم «نغم في حياتي» لم يُكتَب لها العيش أكثر من 12 سنة. المفارقة أنهما لم يعملا معاً طيلة مدّة زواجهما سوى في فيلم واحد هو «آسفة أرفض الطلاق»، غير أنّ عنوانه كان نذير شؤم على العلاقة.
في حبّ دلال وسمير
لقصة دلال عبد العزيز وسمير غانم فعلُ البلسم على القلوب، فهذان البطلان على الشاشة وعلى الخشبة، اختبرا بطولة الحب لأربعة عقود.
لم تتردّد عبد العزيز يوماً بالاعتراف بأنها هي مَن سعت خلف غانم الذي يكبرها بـ23 سنة، والذي كان عازفاً عن فكرة الزواج. تحدّت الزملاء والأصدقاء وأكّدت لهم أنهما مع إسدال الستارة على مسرحية «أهلا يا دكتور» بعد 4 سنوات من العرض، سيكونان قد تزوّجا وهكذا حصل.
اتّسمت علاقة النجمَين المصريَين بالاحترام والاستقرار والإخلاص، وقد انعكست خفّة دمهما عليها إيجاباً. أثمر زواجهما ابنتَين وأعمالاً مشتركة عدّة، أما الفراق فكان من الأشدّ إيلاماً بين قصص حب المشاهير. إذ أصيب الثنائيّ بوباء كورونا عام 2021 وتدهورت حالتهما بسرعة، ففارق سمير الحياة في شهر مايو (أيار) لتلحق به دلال بعد أقلّ من 3 أشهر.
طلاق وزيجتان
يوم رفض والد بوسي طلب نور الشريف يدها للزواج، نقلت الدراما من الشاشة إلى البيت وهدّدت بالانتحار. رضخ الوالد لتهديدات ابنته فارتبط الممثّلان المصريّان عام 1972، وأثمر الزواج ابنتين. كما تعاون النجمان في أفلام كثيرة أبرزها «حبيبي دائماً»، «آخر الرجال المحترمين»، «زمن حاتم زهران»، و«العاشقان»…
لكن بعد علاقة استمرت 34 سنة انفصل نور وبوسي، إلا أن الشمل عاد ليلتئم بعد 9 سنوات وتزوّجا ثانيةً قبل وفاة الشريف بأشهر قليلة.
ملكة وليد
بعد اغتيال زوجها علي حسن سلامة على يد الموساد الإسرائيلي في بيروت عام 1979، لم تكن ملكة جمال لبنان والكون جورجينا رزق تفكّر بالزواج مرة ثانية، وهي تفرّغت لتربية ابنها.
في الأثناء، أصرّت الصُدَف على أن تتكرّر وتجمعها بالفنان اللبناني وليد توفيق، لتتوطّد الصداقة بينهما وتتحوّل إلى حبٍ تكلّل بالزواج عام 1990 وأثمر ولدَين وعلاقة مستقرّة ومستمرّة منذ 34 عاماً.
عبلة كامل ومحمود الجندي
لا يُعرف الكثير عن قصة الحب التي جمعت عبلة كمال ومحمود الجندي، وهي ليست من بين الأكثر تداولاً. لم يستمرّ زواج نجمَي الشاشة المصريّة أكثر من سنتَين (2003 حتى 2005)، ويُرجّح أن تكون الغيرة المهنيّة وراء الانفصال، خصوصاً بسبب انشغالات كامل الكثيرة. في إحدى المقابلات التلفزيونية بعد الطلاق، قال الجندي: «هي ليها بطولات ونجومية أكتر مني وده أثّر فيّا قوي وخاصةً أنهم كانوا يختاروني معاها في الأدوار مجاملة ليها».
أما سبب إعجاب الجندي بكامل فهو، ووفق قوله، أنها تشبه السيّدات المصريّات الأصيلات بإنسانياتها وأخلاقها والقيَم التي تربّت عليها.
حبّ بعد صداقة
شكّل أحمد حلمي ومنى زكي الثنائيّ الحلم بالنسبة إلى كثيرين. لكن في بدايات التعارف، لم يكن هناك شيءٌ يوحي بأنّهما سيصبحان زوجَين. يخبر حلمي أنّ اللقاء الأول بينه وبين زكي حصل في مكتب المنتج محمد فوزي، ولم يكن هندامه حينها مناسباً فارتبكَ طيلة مدّة اللقاء.
التقيا في تدريبات مسرحيّة لم تبصر النور، لكنّ صداقتهما كانت قد بدأت تشقّ طريقها باتّجاه ما هو أكبر. توالت الأعمال التي جمعتهما، من بينها فيلم «عمر 2000» و«ليه خلّتني أحبك»، ليعترف حلمي بعد ذلك بحبّه لمنى التي جعلته ينتظر شهوراً قبل أن تعلن له أنها تبادله المشاعر.
تزوّجا عام 2002، ولطالما عبّر الثنائي عن تقدير كل منهما للآخر، وأثبتا أنهما سنَد لبعضهما البعض في المواقف الصعبة والأزمات الفنية.